الفصل الرابع : نقاط التحول المفصلية الثلاث في حياة المهدي وصولاً إلى الآن

 بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل الرابع


نقاط التحول المفصلية الثلاث في حياة المهدي وصولاً إلى الآن




  لقد مَرَّ المهدي الحقيقي بثلاث نقاط تحَوُّل مفصلية في حياته وهي

 على التوالي : أحداث 11 سبتمبر 2001 م وثورات الربيع العربي

 وجائحة كورونا ، أما بخصوص المعايير التي اعتمدناها في اعتبار

 هذه الأحداث الثلاثة نقاط تحَوُّل مفصلية في حياته فقد اعتمدنا

 معيارَين اثنَين : أولاهُما أن يكون حدثاً عالمياً أو إقليمياً أو محلياً

 بارزاً أثار ضجة كبرى في الإعلام المرئي والمقروء والمسموع

 وحصلت له تداعيات كبرى على أرض الواقع وكان سريع الإنتشار

 بين عموم الناس كالنار في الهشيم وشاملاً في تأثيره عليهم جميعاً

 ، والمعيار الثاني هو أن يكون هذا الحدث البارز قد ارتبط في سيرة

 وحياة المهدي الحقيقي بموقف المهدي من قضية المهدوية في

 الإسلام بحيث جرى تغيير جذري لديه في الفهم والتأويل لقضية

 المهدوية في الإسلام من جرّاء البحث والتحَرّي بحيث أدّى ذلك إلى

 تحوُّل مفصلي أو تغيير جذري في مجرى حياته ، والحاصل أن

 قضية المهدوية في الإسلام تُبحَث على ثلاثة صُعُد متتابعة وهي

 بالترتيب :

(1) أحقية وجود المهدي في الإسلام أو بما يعني الإجابة على سؤال

: هل المهدي حقيقة أم خيال ؟


(2) أحقية وجود المهدي في زماننا هذا الذي نعيشه اليوم أو بما

 يعني الإجابة على سؤال : هل المهدي وُلِد وهو حَيّ يُرزق يعيش

 بيننا الآن ؟


(3) أحقية أن يكون شخص ما يعيش بيننا اليوم هو المهدي الحقيقي

 بعَينه أو بما يعني الإجابة على سؤال : من هو المهدي الحقيقي ؟

 وأين هو موجود الآن ؟


   ويُمكننا القول اختصاراً : أحقية وجوده وأحقية زمانه وأحقية

 شخصه ، أما أحقية وجوده أي المهدي في الإسلام فقد أقَرَّ بها

 المهدي بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر 2001 م ثم بعد قيام ثورات

 الربيع العربي أقَرَّ المهدي بأحقية زمانه على النحو الذي بيَّناه ثم

 بعد حصول جائحة كورونا دخل المهدي في حالة صراع نفسي حادّ

 ورهيب حول أحقية شخصه بأن يكون هو المهدي الحقيقي بعَينه

 وهذا ماسنبيِّنه لكم لاحِقاً بالتفصيل إن شاء الله    




فيديو يوثق أحداث 11 سبتمبر 2001 م


منذ بداية تسعينيات القرن الفائت الميلادي بدأت إرهاصات الإعلان

 لدى الغرب الصليبي بزعامة أمريكا عن حملة صليبية جديدة

 للقضاء على الإسلام في عُقر دارِه أي في بلاد العرب والمسلمين

 عموماً قضاءً مُبرَماً يستحيل معه عودة الخلافة الإسلامية من جديد

 بعد مرور سبعين سنة آنذاك على سقوط آخر خلافة إسلامية أي

 الدولة العثمانية وبداية عهد المُلك الجبري الماسوني الصهيوني

 الطاغوتي في طول وعرض بلاد المسلمين من المحيط إلى المحيط

 ، فقد أعلن الزعيم الأمريكي الأسبق "بوش الأب" آنذاك عن ولادة

 نظام عالمي جديد أصبح فيه العالم أحادي القطبية على إثر تفكّك

 الإتحاد السوفيتي وانهيار المعسكر الإشتراكي ومنذ ذلك الحين

 تفرّدت الإمبريالية الأمريكية بقيادة العالم لتبدأ التحضير لهذه الحملة

 الصليبية الجديدة الشرسة والخبيثة ضدّ الإسلام والأمّة الإسلامية

 بمباركة ودعم وإسناد الصهيونية العالمية ومن ورائهما قوى

 الغرب الصليبي بعد أن تم استبدال الدائرة الحمراء في حلف شمال

 الأطلسي "الناتو" بالدائرة الخضراء للإشارة إلى استهداف الإسلام

 للقضاء عليه بعد أن تم القضاء على الشيوعية ، ثم على إثر أحداث

 الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001 ميلادية جاء الزعيم الأمريكي

 السابق "بوش الإبن" ليُعلن عن البدء بالحرب الصليبية الجديدة

 على الإسلام والمسلمين فكانت حرب أفغانستان ثم حرب العراق

 وتسارعت بعدها الأحداث الساخنة في منطقة الشرق الأوسط

 والعالم الإسلامي برُمّته لتكشف عن حقيقة هذه الحرب الصليبية

 للقضاء على الإسلام في عُقر دارِه ، فكانت هذه أي "الحرب على

 الإسلام" هي أُوْلى تداعيات ونتائج وأهداف أحداث 11 سبتمبر

 2001 م




ثمّة هناك أمر آخر هام وخطير كان من تداعيات ونتائج وأهداف

 أحداث 11 سبتمبر 2001 م ولمعرفته لا بُدَّ من الرجوع إلى ما قبل

 تلك الأحداث بعَشر سنوات وتحديداً في أواخر سنة 1991 م حيث

 انعَقد مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط برعاية أمريكا في

 عهد "بوش الأب" وعلى أرض إسبانيا التي كانت تحتفل في تلك

 الأيام بمُرور خمسمائة سنة على سُقوط غرناطة آخر معقل

 للمسلمين في الأندلس بتاريخ 2 يناير 1492 م وكأن أمريكا أرادت

 بذلك أن تذكِّر العرب والمسلمين بقول شاعِرهِم : سيُلحِقون فلسطيناً

 بأندلسٍ ***** ويَعطفون عليها البيت والحَرما ، وقد كان انعقاد

 هذا المؤتمر بقصد إسدال الستارة على مَلفّ القضية الفلسطينية

 بالتوصّل للحلّ النهائي في الصراع العربي - الإسرائيلي على أساس

 تحقيق السلام الدائم في المنطقة بما يُحقق أمن دولة يهود المسخ

 المزعومة في فلسطين المحتلة عام 1948 م ويَفتح أبواب العالم

 الإسلامي على مصراعَيها أمام التغوّل الإقتصادي اليهودي لتهويد

 ما يمكن تهويده من أرض أمّة الإسلام تحت شعارات الإستثمار

 والتطبيع الإقتصادي والتنمية وتحسين مستوى الدخل المعيشي

 للأفراد والأسَر في المنطقة بل وتحقيق رفاهية العَيش لشعوب العالم

 الإسلامي وبمعنى آخر تحقيق مشروع دولة إسرائيل الكبرى "من

 النيل إلى الفرات" بالنسبة لليهود والصهيونية العالمية دون الحاجة

 للإحتلال العسكري المباشر للأرض ما داموا يملكونها بأموالهم

 واستثماراتهم ويعيثون فيها الفساد بكفرهم وضلالهم بل

 ويستعبدون أهلها متى شاؤوا ، وعلى إثر مؤتمر مدريد للسلام

 وخلال تلك العشرية من السنوات حتى وقوع أحداث 11 سبتمبر

 2001 م جَرى توقيع إتفاقيات الذل والعار أي السلام والتطبيع مع

 الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين المباركة مثل "أوسلو

 سنة 1993" و "وادي عربة سنة 1994" وذلك على غرار

 "كامب ديفيد سنة 1977" ثم جاءت أمريكا بعد أحداث سبتمبر

 بقضها وقضيضها لتحط رحالها في الشرق الأوسط لتمكين دولة

 يهود المسخ من إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ،

 فكانت هذه أيضاً أي "إقامة إسرائيل الكبرى" هي ثاني تداعيات

 ونتائج وأهداف أحداث 11 سبتمبر 2001 م وتجدر الإشارة هنا إلى

 أن انفصال كردستان العراق جزئياً عن العراق سنة 2005م وكذلك

 انفصال جنوب السودان كلياً عن السودان سنة 2011م كان بمثاية

 ترسيم لمعالم حدود إسرائيل الكبرى كبقعة جغرافية تابعة لها على

 النيل وأخرى تابعة لها على الفرات وقد شوهدَت الأعلام الإسرائيلية

 وهي ترتفع في جنوب السودان وكردستان العراق مراراً وتكراراً ،

 وبناءً على ما تقدَّم كان قيام ثورات الربيع العربي بالنسبة

 للإستعمار الغربي الصليبي بزعامة أمريكا إنما هو لاستكمال تحقيق

 هذَين الأمرَين أي "الحرب على الإسلام" للقضاء عليه و "إقامة

 إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات على الرغم من عفوية هذه

 الثورات بالنسبة للشعوب التي قامت بها في بلاد العرب والمسلمين

 ، ثم جاء الإعلان عن جائحة كورونا لإتمام تحقيق هذَين الأمرَين

 الآنفَي الذكر وقد صاروا أي الماسونية والصهيونية والإستعمار

 الغربي وأمريكا واليهود قاب قوسَين أو أدنى من تحقيقهما على

 أرض الواقع بالفعل على حَدِّ زعمهم " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ

 خَيْرُ الْمَاكِرِينَ "


#إتفاقيات_أبراهام دين عالمي جديد وقيام #إسرائيل الكبرى

سيُلحِقون فلسطيناً بأندلسٍ**ويَعطِفون عليها البيتَ والحَرَما



 وصلنا إلى حالة الصراع النفسي الحادّ والرَّهيب الذي عاشه

 المهدي بعد أن بدأ يتعرَّف على حقيقة نفسه التي بين جَنبَيه من

 خلال ما تمّ ذكره في المصادر التاريخية المَوثوقة بشأن شخصية

 المهدي الحقيقي القادم في أخر الزمان أي بشأن صفاته النفسية

 التي يَتحَلَّى بها وبعض التفاصيل الدقيقة في حياته الشخصية التي لا

 يُمكِن أن يَعرفها عنه أحَدٌ سِواه حَصرياً إلا أن تكون قد جاءت عن

 طريق الإخبار من الله تعالى إما بوَحي مُرسَل أي جبريل عليه السلام

 وهذا خاص في ديننا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد انتهى

 بموته وإما بوَحي الإلهام وهذا خاص بالأولياء والصالحين من أمّة

 الإسلام وإما بالرّؤيا الصادقة في المَنام وهذا عام في جميع الأنام ،

 ومن خلال متابعة المهدي الحثيثة لأبحاث وعلوم آخر الزمان على

 شبكة الإنترنت لا سيَّما قنوات اليوتيوب الكثيرة التي باتت تبحث

 عن شخص المهدي الحقيقي في كل مكان من أجل أن يَتعرَّف على

 نفسه من خلالها وبالتالي تسَرِّع في ظهوره وبيعته أقول : بدأ

 المهدي بالتعرُّف على نفسه شيئاً فشيئاً بأنه قد يكون هو الشخص

 المطلوب بعَينه إذ بدأت وتيرة الشك تتصاعَد عنده مع دوام البحث

 والتحَرِّي الدقيق وطلب معرفة المزيد بشغف وانبهار مما يَسمَع من

 أحاديث وأخبار وأقوال ونبوءات قديمة ورُؤى متواترة قديمة

 وأُخرى حديثة وغير ذلك حتى بَدا له كأنه مُسَيَّر في هذا الطريق

 رغماً عنه وأنه لا فِكاك له منه حتى يَقضِيَ الله أمراً كان مفعولا ،

 وهكذا خاض المهدي غمار هذا الصراع الحادّ والرَّهيب في نفسه ما

 بين الشك واليقين فما كان يُصَدِّقه بقلبه وشعوره كان يَنفيه عقله

 وتفكيره وما كان يُصَدِّقه بإحساسه الداخلي وفِراسَته كانت تنفيه

 حَواسُّه وإدراكه لواقعه وصار يعيش في دَوّامة لا يَستقِرّ على حال

 ولا يَهدأ له بال حتى ضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الأرض بما

 رحبت وصار يقول في نفسه صَباحَ مَساء : يا ليتني مت قبل هذا

 وكنت نسياً مَنسِيا




وفي خِضم ذلك الصراع النفسي الحادّ والرَّهيب الذي عاشه المهدي

 طيلة بضعَة أشهُر من حياته بعد أن تمّ الإعلان عن جائحة كورونا

 في العالم أجمع وهو يقف على أبواب الخامسة والخمسين من

 عمره أقول : وقعت له مصيبة جديدة أدمَت قلبه وأبكت عينيه إذ

 جاءه خبَر وفاة والدته التي سُرعان ما فارَقت الحياة على إثر

 إصابتها بوَباء فيروس كورونا ليُوَدِّع المهدي أمه التي كانت أحَبّ

 الناس إلى قلبه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيَذرِف الدموع

 على جثمانها بغزارة وهو يؤمن بقضاء الله وقدَره ويدعو الله تعالى

 لها الثبات عند السؤال في قبرها وفي نفس الوقت تمَنى لو كان هو

 المَدفون مكانها ثم يعود المهدي إلى بيته يَجُرّ أحزانه ويُغلق عليه

 بابه وكلما تذكَّر أمه بَكى على فراقها بُكاءً مَريراً وما كان ليَملك لها

 من الله شيئاً إلا أن يَطلب لها الرحمة والمغفرة من الله تعالى عند كل

 صَلاةٍ يُؤدِّيها لله وما زال على ذلك ولم يَزل حتى يَلقى ربه ويَلتقي

 بها في جنان النعيم بإذن رب العالمين ، ويعود المهدي إلى صِراعه

 النفسي الحادّ والرَّهيب حول أحَقية شخصه بأن يكون هو المهدي

 الحقيقي ليَجد نفسه ما زال يَعيش بين الشك واليقين وتعود المُعاناة

 المُضنية وقد استعصَت على الحل كظلماتٍ بعضها فوق بعض إذا

 أخرج يَده لم يَكد يَراها ثم لا يَجد له مَخرَجاً مما هو فيه إلا أن يَنتحِر

 ثم يَتذكر أن ذلك من عمَل الشيطان إنه عَدوٌّ مُضِلٌّ مُبين ثم يَتقِّ اللهَ

 ربَّه ويَستغفره ثم تشتدُّ عليه أوجاعه وآلامه من جَرّاء مَرضه

 العُضال في بطنه ثم تكالبت عليه الهُموم والأحزان من كل حدبٍ

 وصوب واشتدَّ البَلاء ثم التفَّت السَّاق بالسَّاق وظن أنه الفِراق وظن

 أن لا ملجأ من الله إلا إليه هنالك دَعا المهدي ربه دُعاء المُضطر

 إليه بأن يَهديه إلى سَواء السَّبيل فكان الله إليه بالخير أسرع إذ هَداه

 ربه إلى مُواصلة البحث والتحَرِّي في علوم آخر الزمان على شبكة

 الإنترنت لمعرفة من هو المهدي الحقيقي وكان قد توقف عن

 مُواصلة البحث والتحَرِّي بسبب انشغاله بموت والدته ليَجد نفسه

 يَبحث في صفات المهدي الحقيقي الجسدية أي العَلامات الجسدية

 الوارد ذكرها في المصادر التاريخية المَوثوقة بشأن شخصية

 المهدي الحقيقي القادم في أخر الزمان ليَجد نفسه قد صار أقرب إلى

 اليقين منه إلى الشك واقترَب عقله وتفكيره من التوَحُّد مع قلبه

 وشعوره واقتربت حَواسُّه وإدراكه لواقعه من التوَحُّد مع إحساسه

 الداخلي وفِراسَته فهَدأت رَوعه قليلاً واستقرَّت نفسه بعض الشيء

 وتنفس الصُّعَداء وحَمَد الله كثيراً على نعمة راحة البال وقد بدأ

 وضعه الصِّحي يَتحَسَّن شيئاً فشيئاً لكنه ما زال يعيش في ذلك

 الصِّراع ويُعاني الأمَرَّين والقضية لم تحسَم بعد في انتظار ليلة

 إصلاحه المَوعودة له في الحديث النبوي الشريف وهو يؤمن

 بقضاء الله وقدَره ويَعلم أن ما شاء الله كان وما لم يَشأ لم يَكن وأن

 الأمر بيَد الله وحده عَلاَّم الغيوب له الأمر من قبل ومن بعد إليه

 يُرجع الأمر كله وإليه تصير الأمور وهو يُحسِن الظن بالله تعالى

 وقد تعَلَّم من خلال معرفته بربه طيلة حياته كلها أن الله لن يُضيِّعه

 ولن يَخذله أبَدا 




وبذلك نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية الفصل الرابع والأخير من

 سيرة وحياة المهدي الحقيقي ونهاية هذا العمل المتواضع الذي

 قمت بإهدائه إلى الفقيدة أمي الحبيبة الغالية رحمها الله تعالى

 وأسكنها فسيح جناته وإلى المفقودة أمتي الحبيبة الغالية ردها الله

 تعالى إلى دينها رداً جميلاً سائلاً المولى العلي القدير أن يتقبله مني

 أنا العبد الفقير إلى الله تعالى "فلان" خالصاً لوجهه الكريم وأن

 يجعله في ميزان حسنات المهدي الحقيقي كائناً من كان سواءً كنت

 أنا هو أم لم أكن وسواءً أدركته في حياتي أم لم أدركه وأن يجعله

 في ميزان حسنات أمي "فلانة" يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من

 أتى الله بقلبٍ سليم إن ربي سميعٌ قريبٌ مجيب .




وبعد : فتلك أحبابي الكرام كانت قصة المهدي الحقيقي في الحياة

 الدنيا منذ الولادة لغاية الآن عاش فيها لا هو بالميت ولا هو بالحي

 أي كان فيها "الميت الحي" يعيش بروحه بين الأموات وهو حي

 بجسده بين الأحياء ويمشي وحيداً ويزهد في دنياه وكان كارهاً

 للدنيا فمُنِع منها وأُغلِقت عليه وكان محباً للآخرة فحُجب عنها

 واستعصَت عليه وعاش فقيراً مُعدَماً فآذوه وجرّدوه مما لدَيه

 واستغنى بالله عن الناس فأغناه وابتلاه ثم اجتباه وهداه وآتاه تقواه

 ، وعاش غريباً بين الناس بل كان غريب الغرباء وأشعث أغبر

 مدفوعاً بالأبواب ومعزولاً في بيتٍ خرِبٍ يتقلب بين الجدران ولا

 يأنس إلا مع ربه ويَرى غدَه في الأحلام وحبه لله تعالى يُنسيه كل

 الآلام ، والدنيا تسير مُسرِعةً والمهدي يَنتظِر القادِم والله تعالى أعلم .


ولعلنا بهذه الكلمات البسيطة نلخص لكم سيرة وحياة المهدي

 الحقيقي والحالة التي وصل إليها بالتدريج فنقول : المهدي لا يريد

 سوى الموت ، والموت مستعصي عليه ، والإنتحار في دينه وعُرفه

 مُحال ، وربه المولى يبتليه ليجذبه إليه ، وشيطانه يجرّه إليه

 ليعطله ، والناس حوله سُكارى ، ونفسه محتارة ، أهي حقاً من

 ربها مختارة ؟ أم أنها وساوس الشياطين ونفسه الأمّارة ؟ ولا

 جواب ولا إجابة ، فيُجيب نفسه بنفسه : الموت هو الحل ، وعَوداً

 على بدء ، وهكذا دَوالَيك !!!

وفي الختام .. لا أملك إلا أن أقول :

المهدي الآن وصل إلى تغليب الظن بأنه هو المطلوب لكنه لمّا يتأكد

بعد في انتظار ليلة إصلاحه ليتحقق لديه علم اليقين بمهدويته ،

ولكنه رغم ذلك - إذا حصل بالفعل - لن يعترف بمهدويته أمام

الناس بعامتهم وخاصتهم ما لم يتحقق لديه حق اليقين بتحقق

علامة الخسف بالجيش القادم من الشام للقضاء عليه بعد أخذ البيعة

 له بين الركن والمقام ، لذلك يُبايع له وهو كاره ويقبل بها على

 مضض لأن ذلك بالنسبة له عين اليقين التي هي أدنى مرتبة من

 حق اليقين كما أسلفنا . وعليه فالمهدي لا يبحث إلا عن الحق وهو

 الله سبحانه وتعالى ولا يريد سوى معرفة الحقيقة كاملة غير

 منقوصة فإن الرائد لا يكذب أهله ولا يفتري الكذب على ربه ولا

 يخدع نفسه ، ولن يستنكف المهدي عن عبادة خالقه فيما أمره

 ونهاه وفيما أوكل إليه من مهام حتى ولو كانت جسيمة تنوء بحملها

 الجبال ، وكيف لا يكون ذلك وقد عاش سنوات طويلة مع الموت

 الزؤام ثم يجدّد الله له حياته ليُحيي به الأرض بعد موتها وينقذ به

 أناساً كانوا على شفا جرف هار . هذا هو المهدي باختصار والله

 أعلى وأعلم .. فهل من مدّكر ؟!



ذلك إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان




وآخر دعوانا أنِ الحَمد لله رب العالمين



ملاحظة : هذه السيرة الذاتية مطروحة للنقاش على أوسع نطاق


 ونرحب بجميع الآراء والتعليقات وكافة الأسئلة والإنتقادات بشأنها


 والله الموفق والمستعان


حقوق الطبع محفوظة لكل مسلم ومسلمة ولكل مستضعَف أو مشرَّد

 في الأرض


نشر هذه السيرة الذاتية متاح لجميع البشر دون ذكر المصدر أو

 الرجوع لأحد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق