منذ بداية تسعينيات القرن الفائت الميلادي بدأت
إرهاصات الإعلان
لدى الغرب الصليبي بزعامة أمريكا عن حملة صليبية جديدة
للقضاء على
الإسلام في عُقر دارِه أي في بلاد العرب والمسلمين
عموماً قضاءً مُبرَماً يستحيل
معه عودة الخلافة الإسلامية من جديد
بعد مرور سبعين سنة آنذاك على سقوط آخر خلافة
إسلامية أي
الدولة العثمانية وبداية عهد المُلك الجبري الماسوني الصهيوني
الطاغوتي
في طول وعرض بلاد المسلمين من المحيط إلى المحيط
، فقد أعلن الزعيم الأمريكي
الأسبق "بوش الأب" آنذاك عن ولادة
نظام عالمي جديد أصبح فيه العالم
أحادي القطبية على إثر تفكّك
الإتحاد السوفيتي وانهيار المعسكر الإشتراكي ومنذ ذلك
الحين
تفرّدت الإمبريالية الأمريكية بقيادة العالم لتبدأ التحضير لهذه الحملة
الصليبية الجديدة الشرسة والخبيثة ضدّ الإسلام والأمّة الإسلامية
بمباركة ودعم
وإسناد الصهيونية العالمية ومن ورائهما قوى
الغرب الصليبي بعد أن تم استبدال
الدائرة الحمراء في حلف شمال
الأطلسي "الناتو" بالدائرة الخضراء للإشارة
إلى استهداف الإسلام
للقضاء عليه بعد أن تم القضاء على الشيوعية ، ثم على إثر
أحداث
الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001 ميلادية جاء الزعيم الأمريكي
السابق "بوش
الإبن" ليُعلن عن البدء بالحرب الصليبية الجديدة
على الإسلام والمسلمين فكانت
حرب أفغانستان ثم حرب العراق
وتسارعت بعدها الأحداث الساخنة في منطقة الشرق الأوسط
والعالم الإسلامي برُمّته لتكشف عن حقيقة هذه الحرب الصليبية
للقضاء على الإسلام في
عُقر دارِه ، فكانت هذه أي "الحرب على
الإسلام" هي أُوْلى تداعيات
ونتائج وأهداف أحداث 11 سبتمبر
2001 م
ثمّة هناك أمر آخر هام وخطير كان من تداعيات
ونتائج وأهداف
أحداث 11 سبتمبر 2001 م ولمعرفته لا بُدَّ من الرجوع إلى ما قبل
تلك
الأحداث بعَشر سنوات وتحديداً في أواخر سنة 1991 م حيث
انعَقد مؤتمر مدريد للسلام
في الشرق الأوسط برعاية أمريكا في
عهد "بوش الأب" وعلى أرض إسبانيا التي
كانت تحتفل في تلك
الأيام بمُرور خمسمائة سنة على سُقوط غرناطة آخر معقل
للمسلمين
في الأندلس بتاريخ 2 يناير 1492 م وكأن أمريكا أرادت
بذلك أن تذكِّر العرب والمسلمين
بقول شاعِرهِم : سيُلحِقون فلسطيناً
بأندلسٍ ***** ويَعطفون عليها البيت والحَرما
، وقد كان انعقاد
هذا المؤتمر بقصد إسدال الستارة على مَلفّ القضية الفلسطينية
بالتوصّل للحلّ النهائي في الصراع العربي - الإسرائيلي على أساس
تحقيق السلام
الدائم في المنطقة بما يُحقق أمن دولة يهود المسخ
المزعومة في فلسطين المحتلة عام
1948 م ويَفتح أبواب العالم
الإسلامي على مصراعَيها أمام التغوّل الإقتصادي
اليهودي لتهويد
ما يمكن تهويده من أرض أمّة الإسلام تحت شعارات الإستثمار
والتطبيع
الإقتصادي والتنمية وتحسين مستوى الدخل المعيشي
للأفراد والأسَر في المنطقة بل
وتحقيق رفاهية العَيش لشعوب العالم
الإسلامي وبمعنى آخر تحقيق مشروع دولة إسرائيل
الكبرى "من
النيل إلى الفرات" بالنسبة لليهود والصهيونية العالمية دون
الحاجة
للإحتلال العسكري المباشر للأرض ما داموا يملكونها بأموالهم
واستثماراتهم
ويعيثون فيها الفساد بكفرهم وضلالهم بل
ويستعبدون أهلها متى شاؤوا ، وعلى إثر مؤتمر
مدريد للسلام
وخلال تلك العشرية من السنوات حتى وقوع أحداث 11 سبتمبر
2001 م جَرى
توقيع إتفاقيات الذل والعار أي السلام والتطبيع مع
الكيان الصهيوني المحتل لأرض
فلسطين المباركة مثل "أوسلو
سنة 1993" و "وادي عربة سنة 1994"
وذلك على غرار
"كامب ديفيد سنة 1977" ثم جاءت أمريكا بعد أحداث سبتمبر
بقضها وقضيضها لتحط رحالها في الشرق الأوسط لتمكين دولة
يهود المسخ من إقامة
إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ،
فكانت هذه أيضاً أي "إقامة إسرائيل
الكبرى" هي ثاني تداعيات
ونتائج وأهداف أحداث 11 سبتمبر 2001 م وتجدر الإشارة
هنا إلى
أن انفصال كردستان العراق جزئياً عن العراق سنة 2005م وكذلك
انفصال جنوب
السودان كلياً عن السودان سنة 2011م كان بمثاية
ترسيم لمعالم حدود إسرائيل الكبرى
كبقعة جغرافية تابعة لها على
النيل وأخرى تابعة لها على الفرات وقد شوهدَت الأعلام
الإسرائيلية
وهي ترتفع في جنوب السودان وكردستان العراق مراراً وتكراراً ،
وبناءً
على ما تقدَّم كان قيام ثورات الربيع العربي بالنسبة
للإستعمار الغربي الصليبي
بزعامة أمريكا إنما هو لاستكمال تحقيق
هذَين الأمرَين أي "الحرب على
الإسلام" للقضاء عليه و "إقامة
إسرائيل الكبرى" من النيل إلى
الفرات على الرغم من عفوية هذه
الثورات بالنسبة للشعوب التي قامت بها في بلاد
العرب والمسلمين
، ثم جاء الإعلان عن جائحة كورونا لإتمام تحقيق هذَين الأمرَين
الآنفَي الذكر وقد صاروا أي الماسونية والصهيونية والإستعمار
الغربي وأمريكا
واليهود قاب قوسَين أو أدنى من تحقيقهما على
أرض الواقع بالفعل على حَدِّ زعمهم
" وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ
خَيْرُ الْمَاكِرِينَ "